ركزت مصادر التهديد، بما في ذلك عصابات برامج الفدية السيبرانية التي تحركها دوافع مالية، على الأعمال والمؤسسات في الدول العربية في ظل نموها واتجاهها نحو التحول الرقمي. وعلى وجه الخصوص، فإن برامج الفدية السيبرانية من اخطر الهجمات السيبرانية على مستوى العالم، والعديد من المؤسسات تضررت منها بشدة. تشير المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) إلى أن عصابات الفدية السيبرانية تستهدف مناطق مختلفة مثل إفريقيا والأميركتين ومنطقة البحر الكاريبي ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
حيث تقوم بعض المؤسسات بدفع فدية لهذه العصابات من أجل عدم نشر معلوماتها على شبكة الإنترنت المظلمة. ونتيجةً لعدم دفع الفدية التي طالبتهم بها عصابات برامج الفدية السيبرانية، تعرضت بعض المؤسسات والدول لتسريب بياناتها الخاصة والحساسة على شبكة الإنترنت المظلمة.
لذا أجرى مركز الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بحثًا عن شبكة الإنترنت المظلمة، وتم جمع وتحليل وتصنيف بيانات متعلقة بعصابات برامج الفدية السيبرانية المستهدفة للدول والمؤسسات العربية من عام 2020 إلى عام 2022. وقام بجمع معلومات عن ضحايا برامج الفدية، التي تم تسريب معلوماتهم الشخصية والسرية في شبكة الإنترنت المظلمة.
يركز هذا التقرير على الدول العربية والمؤسسات والقطاعات التي كانت ضحية لعصابات برامج الفدية السيبرانية. ودراسة عصابات الفدية التي نفذت هذه الجرائم ضد المؤسسات والقطاعات في الدول العربية والتكتيكات والتقنيات والإجراءات التي كانوا يستخدمونها.
يهدف هذا التقرير إلى مساعدة أجهزة إنفاذ القانون في مكافحة هجمات الفدية السيبرانية من خلال توفير رؤى حول التكتيكات المتطورة لعصابات برامج الفدية، وفهم الكيفية التي تعمل من خلالها هذه العصابات، مما يرفع مستوى الجاهزية لأجهزة إنفاذ القانون لمكافحة هجمات برامج الفدية والتصدي لها بشكل أفضل.
NA