يُعدُّ هذا الكتابُ مدخلًا أساسيًّا لدراسة الأدلة الجنائية، التي تشعَّبت في العصر الحديث، وأصبحت تتقاطع مع العديد من العلوم، مثل: الطب والأحياء والكيمياء والأنثروبولوجيا والهندسة وعلوم الحاسوب، إضافة إلى علم النفس والعلوم السلوكية. ويوضِّح الكتابُ إسهامَ هذه المجالات وغيرها في التحقيقات الجنائية، وكشف الأدلة وتحليلها على أُسُسٍ علميةٍ موضوعيةٍ، مُبَيِّنًا كيف تتكامل العلوم فيما بينها لتقديم الأدلة وتقييمها وتحديد مقبوليتها لدى المحاكم. ويبدأ الكتاب بفصلٍ عن العدالة والعلم، يناقش فيه أوجه التلاقي والاختلاف بينهما، مستبعدًا في الوقت نفسه العلوم الزائفة، التي تُقَدِّم مزاعمَ لا يمكن إثباتها أو التحقق من صحتها. ويلي ذلك فصلٌ عن أنواع الأدلة وأصولها ومقبوليتها، وتتناول الفصول التسعة عشر التالية جوانبَ مُهِمَّةً من التحقيقات الجنائية (مثل: تحقيقات الوفاة والحرائق والتفجيرات والوثائق المزورة)، مع بيان الفائدة التي يمكن أن تجنيها التحقيقات الجنائية من أحدث ما توصلت إليه العلوم الحديثة في شتى المجالات.
ولعل من أهم مميزات هذا الكتاب أنَّه يجمع بين النظرية والتطبيق، فهو يضُمُّ العديدَ من دراسات الحالة، مع أمثلة تطبيقية من أحداثٍ وقعت بالفعل، كما يضم الكتابُ إضافةً أخرى في فصوله المختلفة، وهي فقرات بعنوان "من أساطير علوم الأدلة الجنائية" التي تُصَحِّح بعض المفاهيم المغلوطة الشائعة عن هذا المجال، التي ربما استقاها بعضهم من الأفلام السينمائية أو المسلسلات التليفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعي. ومن مميزات الكتاب أيضًا ما يضُمُّه من الصور والأشكال التوضيحية والجداول، وما يطرحه من أسئلة وموضوعات للمناقشة، وهو ما يُثري المحتوى ويُشَجِّع على التفاعل معه، إضافة إلى قائمة بالمصطلحات في نهاية كل فصل، مع تعريفاتها في مسرد مستقل في نهاية الكتاب، وهو ما يزيد من قيمة الكتاب والفائدة التي يُحَقِّقُها القارئُ منه.
لايوجد