تناولَ هذا الكتابُ ظاهرةَ تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية في المجتمع العربي، حيث تُشَكِّل مصدرًا أساسيًّا من مصادر القلق بالنسبة إلى المعنيين باتخاذ القرار على مستوى الدولة والمجتمع، على الرغم من أن عمليات مكافحتها والتوسع في استخدام الأدوات التقنية المعاصرة والوسائل الأكثر حداثةً للحد من انتشارها شهدت تطورًا ملحوظًا أيضًا، وتُخَصَّص لها سنويًّا نفقات مالية كبيرة إلى جانب النمو المتزايد في مشاركة قطاعات اجتماعية كثيرة في عمليات التوجيه والتوعية والإرشاد؛ فظاهرة التعاطي ما زالت في نمو متزايد يفوق الجهود التي تبذلها المؤسسات الرسمية.وقامت الدراسة بتحليل مشكلة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية في المجتمع العربي برؤية مختلفة إلى حَدٍّ ما، تقوم على تصور عملية التعاطي مع العوامل المؤدية إليها في محيط الأسرة والمدرسة وجماعات الأفراد ووسائل الاتصال وغيرها، نتاجًا كليًّا لعوامل أشمل وأوسع على مستوى المجتمع بمجمله، وما مظاهر الارتباط التي تكشف عنها الدراسات الميدانية والتحليلات الإحصائية المتعددة إلا مظاهر اقتران بين متغيرات تابعة تعود إلى عوامل أعمق على مستوى التغير الاجتماعي ما زالت غير منظورة بشكل مباشر، ومن ثَمَّ فإن مظاهر الاقتران المشار إليها لا تحمل في مضمونها بعدًا تفسيريًّا يقوم على مبدأ العلة والمعلول.وقد جاء الكتاب في خمسة فصول: تناول الفصل الأول الأطر النظرية والمنهجية لدراسة مشكلة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية في المجتمع العربي.وتناول الفصل الثاني ظاهرة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية في المجتمع العربي وأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.وتحدث الفصل الثالث عن العوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات في الدراسات العربية المعاصرة. وتناول الفصل الرابع الأطر التحليلية المفسرة للانحراف وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية. أما الفصل الخامس فتناول مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية ومعالجة المتعاطين.
NA